كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



ضلالة (2) وأن من رآه المسلمون فاجرا أو منافقا أو مبطلا فهو كذلك وأن من كان طائفة من الأمة تضلله وطائفة من الأمة تثني عليه وتبجله وطائفة ثالثة تقف فيه وتتورع من الحط عليه فهو ممن ينبغي أن يعرض عنه وأن يفوض أمره إلى الله وأن يستغفر له في الجملة؛لأن إسلامه أصلي بيقين وضلاله مشكوك فيه فبهذا تستريح ويصفو قلبك من الغل للمؤمنين.
ثم اعلم أن أهل القبلة كلهم مؤمنهم وفاسقهم وسنيهم ومبتدعهم- سوى الصحابة- لم يجمعوا على مسلم بأنه سعيد ناج ولم يجمعوا على مسلم بأنه شقي هالك فهذا الصديق فرد الأمة قد علمت تفرقهم فيه وكذلك عمر وكذلك عثمان وكذلك علي وكذلك ابن الزبير وكذلك الحجاج وكذلك المأمون وكذلك بشر المريسي وكذلك أحمد بن حنبل والشافعي والبخاري والنسائي وهلم جرا من الأعيان في الخير والشر إلى يومك هذا فما من إمام كامل في الخير إلا وثم أناس من جهلة المسلمين ومبتدعيهم يذمونه ويحطون عليه وما من رأس في
__________
= (2062) وابن ماجه (1491).
وأخرج البخاري: 3 / 182 و5 / 185 والترمذي (1059) والنسائي: 4 / 51 من طريق أبي الأسود الديلي قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر رضي الله عنه فمرت جنازة فأثني على صاحبها خيرا فقال رضي الله عنه: وجبت.
ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه: وجبت ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا فقال: وجبت.
فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة " فقلنا: وثلاثة؟ قال: " وثلاثة ". فقلنا: واثنان؟ قال: " واثنان ". ثم لم نسأله عن الواحد.
(2) حديث " لا تجتمع أمتي على ضلالة " رواه الترمذي (2167) والحاكم: 1 / 115 من حديث ابن عمر ورواه أبو داود (4253) وأحمد في " مسنده " 6 / 397 من حديث أبي بصرة الغفاري ورواه ابن ماجه (3950) والحاكم: 1 / 117 116 من حديث أنس ورواه أحمد: 5 / 145 من حديث أبي ذر ورواه الحاكم: 1 / 116 من حديث ابن عباس وفي كلها مقال لكن يحدث منها قوة للحديث. انظر " المقاصد الحسنة " ص 460.